يثبت فترة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية في المنصب أنها ذات تأثير كبير على صناعة العملات الرقمية، كما يظهر في التغييرات التي ظهرت في الأسبوع الأول من الرئاسة. يصف الكثيرون ذلك بأنه عصر النهضة للعملات الرقمية حيث وقع الرئيس الأمريكي أوامر تنفيذية رئيسية لتحقيق وعوده الانتخابية المؤيدة للعملات الرقمية. أدى ذلك إلى ارتفاع بيتكوين إلى أكثر من 109,000 دولار قبل أن تواجه انهيارًا سريعًا هذا الأسبوع.
لنلقِ نظرة على التغييرات الرئيسية التي حدثت في الأسبوع الأول من فترة الرئاسة الثانية لترامب.
التحرك التنفيذي يُثير جدلاً حول احتياطي البيتكوين الاستراتيجي
لم يضيع ترامب وقتًا في معالجة قطاع العملات الرقمية، فوقع أمرًا تنفيذياً شاملاً بشأن الأصول الرقمية والتكنولوجيا المالية مما أثار حماس ودهشة مراقبي السوق. بينما يُنشئ الأمر مجموعة عمل مخصصة لفحص اللوائح الحالية، أشار بعض المتحمسين للعملات الرقمية إلى تحول دقيق لكن كبير في اللغة عن وعود حملته. في مؤتمر بيتكوين 2024، دعم ترامب بشكل صريح احتياطي بيتكوين الاستراتيجي الوطني، لكن لغة الأمر التنفيذي الأكثر اعتدالاً بشأن استكشاف مخزون محتمل من "الأصول الرقمية" أُثارت الدهشة في مجتمع العملات الرقمية.
ربما بشكل أكثر أهمية، اتخذ الأمر موقفًا حاسمًا ضد تطوير عملة رقمية للبنك المركزي "CBDC"، وهي خطوة تتماشى مع وعود حملة ترامب وقد احتفل بها أنصار العملات الرقمية الذين يرون في عملات "CBDC" منافسين محتملين للأصول الرقمية اللامركزية.
لجنة الأوراق المالية تتحول من الإنفاذ إلى المشاركة
يُعتبر تغيير الحارس في لجنة الأوراق المالية والبورصات إحدى التحولات الأكثر دراماتيكية في مشهد تنظيم العملات الرقمية. مع مغادرة جاري جينسلر قبيل تنصيب ترامب، يعتبر تعيين بول أتكينز المؤيد للعملات الرقمية خلفًا له تحولا جذريًا في نهج الوكالة. بينما في انتظار تأكيد الكونغرس، قام الرئيس التنفيذي بالنيابة مارك أوييدا بإحداث ضجة بتشكيل فريق عمل جديد للعملات الرقمية بقيادة المفوضة هيستر بيرس، المعروفة منذ فترة طويلة باسم "Crypto Mom" بسبب موقفها الداعم للصناعة.
في ما يعتبره الكثيرون لحظة مفصلية، فتحت لجنة الأوراق المالية والبورصات قرار إلغاء نشرة محاسبة الموظفين رقم 121 الأبواب أمام المؤسسات المالية التقليدية لخدمة كحراس للعملات الرقمية. "يمثل هذا تحولًا جوهريًا في كيفية تعاملنا مع وصاية الأصول الرقمية،" كما قال أحد كبار التنفيذيين المصرفيين الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب التحولات التنظيمية الجارية.
انفجار في المنتجات الرقمية الجديدة
استجابت صناعة العملات الرقمية للانحلال التنظيمي بحماس غير مسبوق. تدفق أكثر من 30 طلبًا جديدًا لصناديق الاستثمار المتداولة في العملات الرقمية ETF على مكتب لجنة الأوراق المالية منذ تولي ترامب المنصب، بدءًا من العملات الرقمية الراسخة إلى العروض الأكثر غرابة. أبرز محلل بلومبرج جيمس سايفارت الطبيعة المتزايدة للمغامرة لهذه الطلبات، مشيرًا إلى أن "بعض هذه الطلبات هي لمنتجات أكثر خطورة، مثل صناديق الاستثمار المتداولة في عملة الميم 2x الميم MELANIA."
ربما الأكثر إثارة للاهتمام، يدفع اللاعبون الرئيسيون مثل ناسداك الحدود أكثر من خلال تقديم طلبات لاستردادات عينية لأموال البيتكوين الفورية. سيسمح ذلك لبعض المشاركين المعتمدين باسترداد أسهمهم مقابل بيتكوين الفعلية، مما قد يخلق جسراً مباشراً أكثر بين التمويل التقليدي ونظام العملات الرقمية.
إعادة هيكلة سوق العملات الرقمية؟
طريقة استجابة سوق العملات الرقمية لهذه التطورات الأسبوع الماضي، مع وصول أحجام التداول إلى مستويات قياسية عبر البورصات الرئيسية، تُبيّن أن القطاع يصطف مع هذه التغييرات. يقول المحللون إنها ليست مرحلة تقدير سعار بل إعادة هيكلة أساسية لكيفية دمج العملات الرقمية في نظام التمويل التقليدي.
مع اختتام الأسبوع الأول من فترة الرئاسة الثانية لدونالد ترامب، فهمت الصناعة أنها في نقطة تحول حاسمة ربما تأتي مرة واحدة في التاريخ. بينما لم تُنفذ هذه التغييرات بالكامل بعد، فإنه من الواضح جدًا أن مشهد تنظيم العملات الرقمية يتغير للأفضل. لقد دخل الآن في مرحلة حاسمة بعيدًا عن المرحلة المضاربة لأيام بيتكوين الأولى.