هيئة الأوراق المالية تتقدم في إعفاءات الكريبتو رغم تحذيرات البورصات بشأن حماية المستثمرين

هيئة الأوراق المالية تتقدم في إعفاءات الكريبتو رغم تحذيرات البورصات بشأن حماية المستثمرين

تمضي لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في منح إعفاء تنظيمي مثير للجدل لشركات العملات المشفرة، على الرغم من تحذيرات من بورصات أسهم كبرى من أن هذه الخطوة قد تقوّض حماية المستثمرين وتشوه المنافسة في السوق. ويمثل هذا التحول أوضح قطيعة حتى الآن مع نهج "التنفيذ أولاً" الذي ميّز الإدارة السابقة في إشرافها على الكريبتو.

قال رئيس اللجنة بول أتكينز لـCNBC في 2 كانون الأول/ديسمبر إن الهيئة ما زالت ملتزمة بإصدار "إعفاء الابتكار" خلال أسابيع، على الرغم من التأخيرات الناجمة عن الإغلاق الحكومي الأخير. وسيتيح هذا الإطار للشركات العاملة في الكريبتو إطلاق بعض المنتجات على السلسلة تحت إشراف رسمي من الهيئة من دون استيفاء متطلبات التسجيل الكامل للأوراق المالية، في نهج يشبه "صندوق الرمل التنظيمي" ترى البورصات التقليدية أنه يخلق ميزة تنافسية غير عادلة.

هذا التوقيت يضع المنظمين في مسار تصادمي مع مؤسسات وول ستريت الراسخة، بينما يتماشى في الوقت نفسه مع تبنٍ مؤسسي أوسع للأصول الرقمية، مع بدء بنوك كبرى في التوصية لأول مرة بحصص مخصّصة لها في المحافظ الاستثمارية.

ما الذي حدث

أكد أتكينز أن اللجنة "على المسار" لطرح الإعفاء في كانون الثاني/يناير، مشيراً إلى أن الإغلاق الحكومي "أعاق" التقدم، لكن الهيئة تواصل تقديم الدعم الفني للكونغرس بشأن مشاريع قوانين الأصول الرقمية المعلقة.

سيعمل إعفاء الابتكار كإعفاء مؤقت من قواعد الأوراق المالية الأقدم، بما يسمح للشركات المؤهلة باختبار منتجات قائمة على البلوكشين تحت إشراف أخف، بينما تطوّر اللجنة لوائح مخصّصة للكريبتو. وتمثل هذه المبادرة جزءاً محورياً من مشروع كريبتو، وهو الجهد الأوسع الذي يقوده أتكينز لتحديث أطر الأوراق المالية بما يلائم الأصول الرقمية وعكس ما وصفه بسنوات من الكبح التنظيمي في عهد الرئيس السابق غاري غينسلر.

تواجه هذه السياسة معارضة مباشرة من اتحاد البورصات العالمية، الذي يضم في عضويته ناسداك وCboe ومجموعة CME. ففي رسالة بتاريخ 21 تشرين الثاني/نوفمبر وجّهها إلى فريق الكريبتو التابع للهيئة، حذّر الاتحاد من أن الإعفاءات قد "تخفف" من حماية المستثمرين القائمة وتخلق اختصارات تنظيمية لا تتاح للأسواق التقليدية.

واستهدف الاتحاد بشكل خاص الأسهم المرمّزة، وهي تمثيلات قائمة على البلوكشين للأسهم التقليدية تتيح الملكية الجزئية والتداول على مدار الساعة. وقالت الرئيسة التنفيذية للاتحاد نانديني سوكومار إن مثل هذه المنتجات "تُسوَّق على أنها رموز أسهم أو معادلة للأسهم وهي ليست كذلك"، ما قد يعرّض المستثمرين لمخاطر احتيال من دون ضمانات البورصات الراسخة.

في الوقت نفسه، تعمل أكبر مؤسسات وول ستريت على تطبيع الكريبتو كمكوّن قياسي في المحافظ الاستثمارية. فقد أبلغ بنك أوف أميركا عملاءه من فئة إدارة الثروات أن الأصول الرقمية "ينبغي أن تكون في كل محفظة"، موصياً بتخصيصات تتراوح بين 1٪ و4٪ بحسب درجة تحمّل المخاطر. واعتباراً من 5 كانون الثاني/يناير، سيقدم استراتيجيو الاستثمار في البنك تغطية بحثية لأربعة صناديق مؤشرات متداولة (ETF) لبيتكوين عبر منصتي "ميريل" و"بنك الأثرياء" لديه.

اقرأ أيضاً: Sony Bank Plans Dollar Stablecoin for PlayStation and Anime Payments by 2026

وقدمت مورغان ستانلي توجيهات مماثلة في مذكرة صدرت مطلع تشرين الأول/أكتوبر أشارت فيها لجنة الاستثمار العالمية بالبنك إلى أن 2٪ إلى 4٪ من المحافظ يمكن تخصيصها للكريبتو، واصفة إياه بأنه "فئة أصول مضاربة ولكنها تزداد شعبية".

حتى فانغارد، التي كانت تحظر تماماً منتجات البيتكوين في السابق، غيّرت مسارها هذا الأسبوع. إذ أفادت بلومبرغ في 1 كانون الأول/ديسمبر بأن مدير الأصول سيسمح ببدء إدراج صناديق كريبتو متداولة في البورصة وصناديق مشتركة مختارة على منصته، ما يفتح المجال لأكثر من 50 مليون عميل وساطة يديرون أصولاً تتجاوز 11 تريليون دولار.

لماذا يهم الأمر

يشير تقاطع الإعفاء التنظيمي مع التبني المؤسسي إلى انتقال الكريبتو من هامش المضاربات إلى تخصيصات المحافظ السائدة. فالمؤسسات المالية الكبرى تتعامل الآن مع الأصول الرقمية باعتبارها أدوات تنويع استراتيجية بدلاً من كونها استثمارات محظورة، ما يخلق بنية تحتية لتدفقات رأسمالية مستدامة بغض النظر عن تقلبات الأسعار قصيرة الأجل.

لكن معارضة اتحاد البورصات تكشف عن توترات لم تُحل بعد بشأن هيكل السوق وحماية المستثمر. إذ تجادل المنصات التقليدية بأنها تعمل وفق متطلبات إشراف صارمة، تشمل ضمانات غرف المقاصة، والإفصاح الشفاف، وتسوية موحدة، بينما قد تتمكّن منصات الكريبتو من الالتفاف على هذه الضوابط من خلال الإعفاءات.

وتعكس هذه الخلافات رؤى متباينة لكيفية دمج تقنية البلوكشين في البنية التحتية المالية القائمة. ويرى أتكينز أن على الولايات المتحدة أن "تحتضن هذا المجال الجديد من الابتكار" بدلاً من دفع التطوير إلى الخارج من خلال الإفراط في التنظيم. في المقابل، تؤكد البورصات أن الابتكار يجب أن يحدث ضمن الأطر القائمة لا عبر استثناءات تنظيمية قد تقوّض عقوداً من حماية المستثمرين.

وستحدد نتيجة هذا الجدل ما إذا كانت الأصول المرمّزة وبروتوكولات التمويل اللامركزي ستعمل جنباً إلى جنب مع الأسواق التقليدية، أم ستظل في نظم بيئية منفصلة بقواعد ومخاطر مختلفة. ومع شروع مديري المحافظ في مؤسسات تدير تريليونات الدولارات من أصول العملاء في التوصية بتعرّض محدود للكريبتو، فإن الإطار التنظيمي الذي سيتشكل خلال الأشهر المقبلة سيؤثر في كيفية دخول رأس المال المؤسسي إلى أسواق الأصول الرقمية لسنوات قادمة.

اقرأ التالي: Monad Founder Defends Blockchain After Arthur Hayes Predicts 99% Token Crash

إخلاء المسؤولية وتحذير المخاطر: المعلومات المقدمة في هذا المقال مخصصة للأغراض التعليمية والإعلامية فقط وتستند إلى رأي المؤلف. وهي لا تشكل مشورة مالية أو استثمارية أو قانونية أو ضريبية. أصول العملات المشفرة شديدة التقلب وتخضع لمخاطر عالية، بما في ذلك خطر فقدان كامل أو جزء كبير من استثمارك. قد لا يكون تداول أو حيازة الأصول المشفرة مناسباً لجميع المستثمرين. الآراء المعبر عنها في هذا المقال هي آراء المؤلف (المؤلفين) فقط ولا تمثل السياسة أو الموقف الرسمي لشركة Yellow أو مؤسسيها أو مديريها التنفيذيين. قم دائماً بإجراء بحثك الشامل بنفسك (D.Y.O.R.) واستشر مختصاً مالياً مرخصاً قبل اتخاذ أي قرار استثماري.
آخر الأخبار
عرض جميع الأخبار
أخبار ذات صلة
مقالات البحث ذات الصلة
مقالات التعلم ذات الصلة
هيئة الأوراق المالية تتقدم في إعفاءات الكريبتو رغم تحذيرات البورصات بشأن حماية المستثمرين | Yellow.com