يحذر استراتيجيو دويتشه بنك من أن المكانة طويلة الأمد للدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية تواجه تهديدات جدية نتيجة التصاعد في التوترات التجارية والتحولات الجيوسياسية، مما يمكن أن يمهد الأرضية لارتفاع كبير في بيتكوين.
ما يجب معرفته:
- تتوقع دويتشه بنك "صدمة كبرى" في الأسواق العالمية بسبب سياسات التعريفات الجمركية الأمريكية وعدم الاستقرار السياسي
- انخفض مؤشر الدولار الأمريكي تحت 100 واقترب من 99 في أبريل 2025، مشيرًا إلى انخفاض بنسبة 8٪ من أعلى مستوياته في 2025
- يقترح المحللون أن المستثمرين قد يتحولون بشكل متزايد نحو بيتكوين كـ "مخزن غير سيادي للقيمة" وسط ضعف الدولار
انخفاض الدولار يشير إلى تحول محتمل في النظام المالي العالمي
أصدر جورج سارافيلوس، رئيس أبحاث الفوركس في دويتشه بنك، تحذيرًا شديدًا بشأن مستقبل الدولار في مذكرة حديثة للعملاء. حيث أشار سارافيلوس إلى جانب الاستراتيجي تيم بيكر إلى سلسلة من التغييرات الهيكلية في السياسة المالية والاقتصادية للولايات المتحدة التي يمكن أن تؤدي إلى ما يصفونه بأنه "صدمة كبرى" في الأسواق العالمية.
"الشروط المسبقة موجودة الآن لبدء اتجاه هبوطي كبير للدولار"، هكذا قال سارافيلوس وبيكر، مشيرين إلى الاعتماد المتزايد على التعريفات في العلاقات التجارية الأمريكية وزيادة عدم الاستقرار السياسي.
يعرب المحللون عن قلق خاص من أن التعريفات الأمريكية المرتفعة ستزيد من تكلفة الأعمال، خاصة للشركات المعتمدة على السلع أو المواد الخام المستوردة.
من المحتمل أن يتم تمرير هذه التكلفة المتزايدة إلى المستهلكين، مما يخلق بيئة تضخمية تفاقمت بالفعل بسبب ما يصنفونه على أنه سياسات تجارية متصادمة بشكل متزايد من الإدارة الحالية.
يأتي هذا الضغط التضخمي في وقت صعب بشكل خاص، حيث أشار وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت مؤخرًا إلى أن اتفاقية تجارية شاملة مع الصين قد تستغرق سنوات لتحقيقها. ومن المتوقع أن يزيد هذا القي عدم اليقين من تقلبات السوق وقد يبطئ الزخم عبر فئات الأصول المختلفة بما في ذلك العملات المشفرة.
وثمة ضغوط سياسية مضافة تواجه الاحتياطي الفيدرالي. مع الانتقادات العلنية للرئيس ترامب لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، تشير دويتشه بنك إلى أن البنك المركزي قد يخضع للضغط ويقوم بتنفيذ تخفيضات في الأسعار تتجاوز التخفيضين المتوقعين لهذا العام.
دعم البيتكوين كملاذ آمن بديل
تبرز مشكلات الدولار بالفعل في بيانات السوق. فقد انخفض مؤشر الدولار الأمريكي تحت 100 إلى نحو 99 في أبريل 2025، مما يعني انخفاضًا بنسبة 8٪ من أعلى مستوياته في 2025. لقد ذهب محللو جولدمان ساكس إلى أبعد من ذلك، وتوقعوا أن يخسر الدولار الأمريكي ما يقرب من 10٪ مقابل العملات الرئيسية مثل اليورو والين والجنيه الإسترليني بحلول نهاية العام.
يضيف التوقع الاقتصادي المتراجع ضغطًا إضافيًا، حيث تقدر جولدمان ساكس الآن خطر الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة بنسبة 45٪، بزيادة عن تقديرها السابق الذي كان 35٪. أشار البنك بشكل خاص إلى التعريفات كعامل يحد من دخل المواطنين الحقيقي، مما يؤدي إلى تضييق الانتعاش الاقتصادي الهش.
يعتقد جاي جاكوبس من شركة بلاك روك أن هذه الظروف يمكن أن تخلق ما يسميها "قوة كبرى" تعيد تشكيل التمويل العالمي لعقود. "يرتبط بشكل مباشر بهذا التفتت الجيوسياسي بروز بيتكوين بينما يبحث الناس عن الاستقرار وسط الاضطرابات ويطلبون الأصول البديلة"، لاحظ جاكوبس في تعليقات حديثة.
أضاف كذلك أن بيتكوين يبدو أنه ينفصل عن أسهم التكنولوجيا، مما يثبت نفسه كملاذ آمن محتمل وبديل رقمي للذهب. يمكن أن يتسارع هذا الاتجاه إذا استمر الدولار في هبوطه، خاصة مع بحث المستثمرين عن مخازن للقيمة خارج العملات الورقية التقليدية.
تأتي هذه التحولات فيما يراقب المشاركون في السوق عن كثب القرارات السياسية النقدية الأمريكية وتبعاتها العالمية. إذا خضع الاحتياطي الفيدرالي للضغط السياسي وخفضوا الفائدة بينما يبقى التضخم مرتفعًا، يقترح المحللون أن هذا المزيج من التضخم العالي وتكاليف الاقتراض المنخفضة يمكن أن يدفع المستثمرين نحو الأصول البديلة مثل بيتكوين.
الأفكار الختامية
يمثل التراجع المحتمل للدولار الأمريكي تحولًا كبيرًا في المشهد المالي العالمي، مع عواقب بعيدة المدى للمستثمرين وصناع السياسات على حد سواء. ومع تطور العلاقات التقليدية للعملات، يشير بروز بيتكوين كأصل ملاذ آمن محتمل إلى نموذج جديد يمكن أن يعيد تشكيل استراتيجيات الاستثمار في السنوات القادمة.